إشترك :

السبت، 18 فبراير 2012

انطواء الطفل‏..‏ مشكلة لها حل - منتديات ورقة و قلم



يعاني بعض الأطفال والأشخاص مشكلة عدم إقامة علاقات اجتماعية مع الأقران ومن كراهية الاتصال بالآخرين‏,‏ والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة‏,‏ وعدم الاكتراث بمايحدث فيها‏,‏وهو ما نعرفه بالانطواء ويطلق عليه الخبراء الانسحاب الاجتماعي
وقد يبدأ لدي الأطفال في سنوات ما قبل المدرسة ويستمر مدة طويلة أو مدي الحياة كما يؤكد د. عبد المنعم الدردير أستاذ كلية التربية جامعة عين شمس.
وتعرف الدراسات الانسحاب الاجتماعي للطفل والبالغ بأنه الميل لتجنب التفاعل الإجتماعي, والإخفاق في المشاركة في المواقف مع الآخرين بشكل مناسب لعمره العقلي, والافتقار إلي أساليب التواصل, وهو شكل متطرف من الاضطراب في العلاقات بين الطفل والمحيطين به, وتكمن خطورته عندما ينسحب الطفل كليا من الواقع إلي عالمه الخيالي فالانسحاب هنا يعبر بقوة عن حالة سوء التكيف, والانطواء, والأعراض تتلخص في الشعور بالانفصال عن الآخرين, والخوف منهم, والوحدة, وعدم التأكيد للذات, والنبذ, والشعور بالخجل والحساسية والخنوع, و بالعجز والاغتراب وعدم الفهم والرفض والافتقار إلي مشاعرالتقبل والود, ويظهر عند الطفل في عدم مشاركته اللعب مع الأطفال وعدم إنضمامه للأنشطة الجماعية وتجنب المبادرة, فنجد الطفل المنسحب اجتماعيا يقضي معظم أوقاته منفردا, وقد أكدت الدراسات أن الأطفال المنسحبين اجتماعيا هم الذين يقضون أقل من 25% من الوقت مع أقرانهم, وأن 10% من الأطفال في عمر المدرسة يعانون من الانسحاب الاجتماعي
والسنوات الأولي من عمر الطفل تشكل قاعدة أساسية لكم ونوعية العلاقات الاجتماعية لسنواته التالية التي يشكل فيها قيما ومفاهيم جديدة عن ذاته, ويطور طرقا في التعامل مع من حوله, ويتضح فيها مدي انتمائه إلي الجماعة أو انسحابه منها, وهذه المرحلة تترك آثارا متعددة في بناء شخصيته,والطفل الذي لم تنم لديه الثقة بنفسه وقدراته ولم يتسلح بمهارات اجتماعية كافية والذي يعيش في مناخ أسري تسوء فيه العلاقات وتسوء فيه معاملة والديه له وهو مناخ يبعث علي عدم الارتياح وعدم الشعور بالأمن والانتماء لابد وأن يكون منسحب إجتماعيا, فأساليب معاملة الوالدين الخاطئة تدفع الطفل إلي خلق عالم خيالي بديل عن عالم الواقع, فإذا انغمس الطفل انغماسا طويلا في هذا العالم هربا من واقعه المؤلم شكل ذلك خطرا علي صحته النفسية ودفع به إلي الانسحاب الإجتماعي
ومن هنا تأتي أهمية دراسة المشكلات التي يعاني منها الأطفال المنسحبون اجتماعيا في المدارس ومناهج التعليم ودراسة الأنشطة المدرسية التي تساعد الطفل المنسحب إجتماعيا علي مشاركة الآخرين من الرفاق والكبار المحيطين به في مختلف الأنشطة والمعاملات, وإعداد برامج لتنمية المهارات الاجتماعية لهم, وتدريب المعلمين علي طرق تعزيز المواقف الإيجابية لديهم, وإكسابهم مهارات الاعتماد علي الذات والتكيف مع المجتمع المحيط بهم.